10
10
-A +A
الشاعر عبدالواحد الزهراني
أخطائي، أكثر من أن تحصى، وكثير من النبلاء منحني العفو والتغاضي دون أن أطلب منه ذلك، هناك من تجاوزت معه الخطأ إلى مستوى الجناية، عيشته الطفولة البائسة، وحرفته عن المسار العلمي الذي يليق بتفوقه، أخرجته من شخصيته الوقورة الهادئة إلى عالم الضجيج والفوضى، ولأنني أعلم يقينا قدرته على التكيف مع الوضع الذي أسوقه إليه مرغما، كنت لا أمنحه فرصة للتأقلم، فلا يلبث أن أعيده إلى ما قبل المربع الأول، لم أسمح له بتاتا أن يكون عاشقا حقيقيا، ولا مثقفا متعمقا، ولا حتى جاهلا يرفع عنه كل من حوله العتب، ويلتمس له العذر، كنت أتلمس مواطن سعادته ونشوته، فأستدعي له أعتى بواعث السوداوية والكآبة والإحساس باللاجدوى، كل ذلك وهو يعلم، ويسمع، ويرى ومع ذلك لم يعاتب، ولم يسخط، إلى أن أوهمني أنه يستمتع بكل ذلك، فيقول هل من مزيد؟

ثم يا صديقي ضميري، ها أنت تصحو، وهأنذا أخرج من المعركة خاسرا، فلا أنا قادر على استخدام نفس أدواتي، ولا إمكانية لاستبدالها بأدوات أكثر فتكا ربما تقع عيناه على هذه الأسطر، فيعلنها على الملأ (طاح الحطب، ووضعت الحرب أوزارها).